أنا المسلم.
(فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) ثمّ (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)
إنّ المتأمـّـل لهذه الآية.
يعجَبُ مِن تناقض الأوصاف الموجهة لنفس الشخص .
فالذي يـُـقال عنه أنه (فَقَدْ سَرَقَ).
هو نفسه يُقال عنه ( إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ).
ألسنا في تعاملنا مع الناس نصنع ذات الفِعل؟
إنّ إخوة يوسف حين قالوا عنه (فَقَدْ سَرَقَ).
حكموا مِن خلال رواسب في أنفسهم.
و مِن خلال مشاعِر في دواخلهم ..
الوصف و الحُكم لم يكن صادقًا ، لكنه قيل .
بسبب مشاعِر البُغض التي كانوا يجدونها على أخيهم .
و لمّا التقوا به – عليه السلام.
و لم يعرفوه قالوا عنه ( إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).
لأن وصفهم كان مجرّدًا مِن كل ( رواسب ).
و مِن كل مشاعِر قد ( تشوش ) الحقيقة .
ألسنا نطبّق هذا الفِعل مع الناس في بعض الأحيان ؟
ألسنا نحكُم على الناس و نبني تعاملاتنا معهم وِفق تصوراتنا الشخصية و ما تكنّـه أنفسنا تجاههم مِن مشاعِر؟
فقد نحِبُّ ، فنبالِغ في المدح حتى يصِل لحد الكذِب !
و قد نُبغِض ، فنبالِغ في الذم حتى يصل لدرجة البُهتان !
فاللهم تب علينا حتي نتوب.